Search
Close this search box.

مفهوم الشمول عبر البث المباشر يشهد نقلة نوعية مع إضفاء الطابع المحلي على منصات التواصل الاجتماعي

في عالم اليوم الذي أصبح دائم الاتصال بالإنترنت، ساهمت التطورات التكنولوجية في سدّ الفجوات الجغرافية وجعلها أسهل من أي وقت مضى. و بالرغم من هذه التطورات، لايزال حاجز اللغة يشكل تحديًا. إن تنوع اللغات المستخدمة في جميع أنحاء العالم يُعدّ مذهلًا حقًّا، وعلى الرغم من أن هذا التنوع في اللغات يمثل دليلًاعلى ثراء الثقافة الإنسانية، […]

في عالم اليوم الذي أصبح دائم الاتصال بالإنترنت، ساهمت التطورات التكنولوجية في سدّ الفجوات الجغرافية وجعلها أسهل من أي وقت مضى. و بالرغم من هذه التطورات، لايزال حاجز اللغة يشكل تحديًا. إن تنوع اللغات المستخدمة في جميع أنحاء العالم يُعدّ مذهلًا حقًّا، وعلى الرغم من أن هذا التنوع في اللغات يمثل دليلًاعلى ثراء الثقافة الإنسانية، إلا أنه من الممكن في الوقت ذاته أن يشكل عائقًا أمام التواصل الفعّال بين الأفراد الذين لا يتحدثون اللغة نفسها. وبالتالي، فإن البث المباشر ليس مستثنى من ذلك.

الشمول عبر البث المباشر

بفضل الانتشار العالميّ للُّغَة الإنجليزية والتحدث بها على نطاق واسع، أصبحت اللغّة الإنجليزية المفضلة لصانعي المحتوى الذين يتطلعون إلى التواصل مع الجماهير من جميع أنحاء العالم. ويضمن هذا الاستخدام الواسع بأن يوفر مجموعة واسعة من المشاهدين المحتملين لدى صانعي المحتوى الذين يختارون التواصل باللغّة الإنجليزية أثناء فترات البث المباشر. والأمر المثير للاهتمام أنّ من بين إجمالي سكان العالم، هناك حوالي 1,453 مليار شخص يتحدثون الإنجليزية. وهذا بالضبط ما يُعرف بمفهوم “الشمول”، إن صح التعبير.

سواء كان الأمر يتعلّق بالألعاب أو الموسيقى أو البرامج الحوارية أو نصائح العناية بالجمال أو المحتوى التعليمي، فقد برز البث المباشر كأداة قوية للمشاركة والتفاعل مع المشاهدين في جميع أنحاء العالم. إن الخطوة الأولى التي تجعل البث المباشر أكثر قدرة على الانتشار والوصول إلى المزيد من المشاهدين حول العالم، تتمثل في معرفة أنّه في ظل عالم تنتشر فيه العديد من مختلف اللغات، فإنه من غير الكافي اتباع نهج واحد يلائم الجميع. وبالتالي، فإن إضفاء الطابع المحلي على منصات التواصل الاجتماعي قد أصبح ضرورة ملحّة، وينبغي تحسين واجهة المستخدم والمحتوى وتجربة المستخدم لتتوافق مع اللغّة والتفضيلات الثقافية لبلد أو منطقة معينة.

الشمول عبر البث المباشر

ولتلبية احتياجات المستخدمين في مختلف البلدان والمناطق والثقافات، تتجه منصات البث المباشر الحديثة إلى إعطاء الأولوية لتوطين عمليات تشغيل تلك المنصات وإضفاء الطابع المحلي عليها. ومن خلال تزويد المستخدمين بأكثر من 15 إلى 20 خياراً للغة للاستكشاف والاستعراض والتواصل بلغتهم الأم، تساهم هذه التطبيقات في كسر الحواجز اللغوية والتواصل بشكل أعمق مع الجماهير. تُعدّ “بيجو لايف” Bigo Live من إحدى هذه المنصات التي تتمتع بحضور قوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتواصل لعب دور مهم في تحسين تجربة المستخدم المحلية، وذلك من خلال جعل اللغّة العربية وسيلة التواصل الإفتراضية للمنطقة، من أجل جعلها أكثر سهولة للمستخدمين الناطقين بالعربية، وتوفير قيمة إضافية لمستخدميها، وخلق تأثير اجتماعي أوسع نطاقاً.

بالإضافة إلى معالجة التعقيد اللغوي، تأخذ المنصات المحلية أيضاً في الاعتبار التنوع الثقافي، مما يضمن تقديم المعلومات بطريقة مناسبة لشريحة أوسع من الجمهور. وهذا بدوره، لا يساهم فقط في تحسين تجربة المستخدم فحسب، بل يعزز أيضاً الثقة والولاء بين المشاهدين الذين يقدرون كل من يمنحهم القدر الوافر من الاهتمام ويحترم ثقافتهم.

تخيل على سبيل المثال، منصة تعمل في الشرق الأوسط ولكنها تتجاهل الأهمية الثقافية لشهر رمضان. من غير الضروري بالطبع شرح السبب الذي قد يؤدي إلى فشل ذريع. بدورها تتكيف “بيجو لايف” Bigo Live مع اهتمامات المشاهدين المحليين من خلال التركيز على المحتوى الوثيق الصلة بالتفضيلات المحلية، بدءاً من تقديم أنواع ألعاب محددة إلى الموسيقى الشعبية. ولعل ما يحظى بنفس القدر من الأهمية هو تسليط الضوء على صانعي محتوى البث المباشر الناطقين باللغة المحلية ولديهم دراية واسعة بالموروث الثقافي، لأن من المرجّح أكثر أن يتفاعل المشاهدون مع الأشخاص الذين يشعرون بأن هناك رابط يجمعهم معاً.

ومع ذلك، سواء كنا نناقش مسألة التخصيص الهادف للمحتوى أو التركيز على الموروث الثقافي، فإن المواهب المحلية تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال. فإلى جانب فهمهم العميق لروح الفكاهة والقيم الاجتماعية السائدة في مجتمعهم وغيرها من الأمور التي تنطوي على حساسيات معينة، سيكون بمقدور الفرق المحلية اكتشاف الموضوعات الساخنة وتقديم توصيات لمقدمي جلسات البث المباشر الإقليميين الناشئين، فضلاً عن تحديد المحتوى الأكثر جذباً لاهتمام المستخدمين في أسواقهم المحددة. وفي هذا الصدد، تصدرت “بيجو تكنولوجيز” BIGO Technologies، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في تكنولوجيا الإنترنت الداعمة لمنصة “بيجو لايف” Bigo Live، عناوين الأخبار مؤخراً في معرض “ليب” 2024 الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، وذلك عندما أعلنت عن خطة خمسية طموحة لخلق 500 فرصة عمل في المنطقة.

إنّ تحقيق الصدارة على النطاق المحلي يتطلب أيضاً تصميم حملات تركّز بشكل مباشر على الثقافة واللغة المحلية. كما أن استضافة وتنظيم فعاليات وأحداث عبر البث المباشر تدور حول مواسم العطلات المحلية أو المهرجانات أو الألعاب الرياضية، تخلق نوعاً من الشعور بالانتماء إلى المجتمع من خلال التجارب المشتركة. وبدورها، تتمكن “بيجو لايف”Bigo Live من الاستجابة لتوقعات المشاهدين في الشرق الأوسط بنجاح، وذلك من خلال تقديم أحداث بث مباشر فريدة من نوعها مثل إطلاق حدث “يومنا سعودي”، الذي أقيم احتفالاً باليوم الوطني للمملكة العربيّة السعوديّة، إلى جانب تنظيم حدث خاص احتفالاً بالإنجاز الهائل وغير المسبوق الذي حققته المملكة العربيّة السعوديّة باستضافة معرض إكسبو العالمي 2030.

وفي إطار السعي لتقديم المزيد من جلسات البث المباشر، أصبحت الترجمات المصاحبة للحوار في الوقت الفعلي والتعليقات التوضيحية من الأمور الضرورية. فهي تعمل كحلقة وصل بين اللغات المختلفة، مما يتيح مشاركة المحتوى مع المزيد من الأشخاص عندما لا يضطر المشاهدون إلى القلق بشأن ترجمة كل كلمة يقولها المذيع (على افتراض أنهم يستطيعون فهم اللغة)، مما يجعل تجربة البث المباشر أكثر جاذبية لجميع المشاركين.

تُعدّ الترجمات المصاحبة والتسميات التوضيحية أيضاً طريقة رائعة لتسهيل الوصول إلى البث المباشر للأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية، مما يساهم في نهاية المطاف في زيادة الإقبال على البث المباشر الصامت على نطاق واسع والذي يحظى بمتابعة ملايين المشاهدين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. على سبيل المثال، برزت “بيجو لايف” Bigo Live كمنصة مركزية للصم وضعاف السمع، مما أدى إلى تكوين مجتمع يمتد من باكستان إلى الفلبين.

وبالتالي، سواء كان يتم إجراء البث المباشر بشكل فردي أو بالمشاركة مع قنوات بث متعددة، يتوفر لدى المستخدمين خيار التفاعل مع مجموعات فرعية مصنّفة على أساس الموقع الجغرافي أو الاهتمامات المشتركة. ومن الجدير بالذكر أن الميزة القادمة داخل المنصة ستتيح للمستخدمين دمج التسميات التوضيحية بالعديد من اللغات، ومن ضمنها الإنجليزية والبنغالية والصينية والعربية، مما يزيد من إثراء التجربة الشاملة لجميع المشاركين.

لقد أحدثت “بيجو لايف” Bigo Live ثورة في قطاع البث المباشر من خلال صورها الرمزية الثلاثية الأبعاد في الوقت الفعلي، ومن المتوقع أن يؤدّي استثمار الشركة المستمر في التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي، إلى تمكين المشاهدين في نهاية المطاف من اختيار لغتهم المفضلة للترجمة ومشاهدة المحتوى المنتج عالميًا بلغتهم الأم، حتى لو لم يفهموا أي كلمة يقولها صانع المحتوى.

لقد تطور مفهوم الشمول عبر البث المباشر ليصبح أداة قوية للتواصل الاجتماعي. كما أن منح الأولوية لتوسيع نطاق وصول المزيد من المشاهدين من خلال ترجمات المنصات المحلية والترجمات المباشرة لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحّة للاستفادة القصوى من قدراتها الكلية الكامنة لديها. واليوم، اصبح بإمكان منصات البث المباشر وصانعي المحتوى الوصول إلى جمهور عالمي من خلال إزالة القيود اللغوية، ودعم التنوع، والالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية، مما يؤدي إلى تكوين مجتمعات رقمية أكثر اتصالاً وشمولاً.

قد يهمك أيضًا

تابعنا