تصدر الذكاء الاصطناعي قائمة أبرز المواضيع لعام 2023، حتى إن قاموس كولينز الإنجليزي اختار مصطلح “الذكاء الاصطناعي” ليكون كلمة العام. وشكلت سلبيات وإيجابيات هذا المجال موضوع نقاش مهم لدى الحكومات والشركات والأوساط الأكاديمية في جميع أنحاء العالم، وتحديداً بوظيفتها التوليدية، بينما تباينت انطباعات الجمهور بين المتخوف منها والمتحمس لما تحمله من إمكانات هائلة. وبصرف النظر عن هذه الآراء المختلفة، فليس خافياً على أحد بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تمثل أبرز التطورات التي أحدثت نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا خلال الآونة الأخيرة، ولا سيما في ظل مزاياها المتعددة، بما في ذلك تسهيل متطلبات بيئة العمل، ومعالجة التحديات الحياتية اليومية، وتعزيز ابتكارات قطاع الرعاية الصحية، وتحسين أنظمة العيش الذكية، ودعم مساعي إتاحة التعليم للجميع.

وشهد عام 2023 ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المتوقع أن يكون العالم خلال العام المقبل على موعد مع انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة النقاشات ومنصات التطوير ليكون جزءاً من حياتنا اليومية وفي كل مكان. وتثق إنتل بهذا الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما دفعها إلى إطلاق محفظة من منتجات الذكاء الاصطناعي لتمكين حلول الذكاء الاصطناعي لدى العملاء في كل مكان؛ بدءاً من مراكز البيانات والبيئات السحابية ووصولاً الشبكات والأجهزة الطرفية والحواسيب الشخصية.
وطرحت إنتل سلسلة معالجاتها Intel® Core™ Ultra mobile، والتي كانت أول ابتكار يستفيد من أضخم تطور في مجال التصميم بتاريخ الشركة منذ 40 عاماً، لتمنح العملاء المعالج الأفضل من حيث كفاءة استهلاك الطاقة ضمن محفظة العلامة وتعلن بدء عصر الحواسيب الشخصية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما طورت إنتل سلسلة الجيل الخامس من معالجات Intel® Xeon® المزودة بميزة تسريع الذكاء الاصطناعي في جميع أنويتها مع تعزيز الأداء وتقليل التكاليف الإجمالية. كما أشارت الشركة إلى نيتها طرح مُسرّع الذكاء الاصطناعي Intel® Gaudi®3.

الذكاء الاصطناعي في كل مكان
وخلال فعالية “الذكاء الاصطناعي في كل مكان” التي نظمتها الشركة في الولايات المتحدة وجرى بثها مباشرة في جميع أنحاء العالم، أعرب السيد بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، عن تفاؤله بشأن مزايا ابتكارات الذكاء الاصطناعي، والتي يرى بأنها قادرة على تعزيز أثر الاقتصاد الرقمي ليساهم بنحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وانطلاقاً من رؤيتها لانتشار “الذكاء الاصطناعي في كل مكان” خلال عام 2024، تعمل إنتل على ضمان تحقيق هذا السيناريو على أرض الواقع خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، حيث تتعاون الشركة مع أكثر من 100 من مزودي البرمجيات لطرح مئات التطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي في سوق الحواسيب الشخصية. كما أكد جيلسنجر بأن إنتل تتطلع لطرح باقة واسعة من التطبيقات الإبداعية والترفيهية وعالية الإنتاجية التي ستعيد رسم ملامح تجربة الحواسيب الشخصية، ولا سيما مع تقديم معالجات Intel® Core™ Ultra مزايا الذكاء الاصطناعي لأكثر من 230 تصميماً لمصنّعي الحواسيب المحمولة والشخصية في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى تزويدهم بباقة متنوعة من الأدوات الجديدة التي من شأنها إعادة تعريف أساليب العمل والتعلم والإبداع.
وتتوقع إنتل أن تساهم مجموعتها الجديدة من حلول الذكاء الاصطناعي في استخدامات لا حصر لها، حيث يمكن على سبيل المثال، اعتمادها في أحد المطاعم لتقديم قوائم طعام تتماشى مع ميزانيات الزبائن ونظامهم الغذائي، أو في أحد المصانع لتحديد مشاكل الجودة والأمان في المنتجات أثناء تصنيعها، أو في الموجات الصوتية التي تعزز قدرة الإبصار لدى الإنسان، أو شبكة تدير توزيع الكهرباء بدقة متناهية، وتساهم في الحد من أزمة الطاقة.
وتدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم في العديد من جوانب الحياة اليومية، إذ يعتمد تطبيق زووم، مثلاً، على أنظمة العملاء القائمة على معالجات Intel Core والحلول السحابية المعززة بمعالجات Intel Xeon لإدارة أعباء عمل الذكاء الاصطناعي وتقديم أفضل التجارب للمستخدم وخفض التكاليف. كما يستخدم هذا التطبيق الذكاء الاصطناعي لحجب الأصوات الخارجية وإنشاء ملخصات الاجتماعات والرسائل الإلكترونية. وشهد العالم الانتشار المتسارع لشات جي بي تي من شركة أوبن إي آي، التي تعد الأقوى على مستوى السوق متفوقة على المنصات المنافسة التي تظهر تباعاً، علماً أن مايكروسوفت تعتزم إطلاق مساعد Copilot المعزز بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي في ربيع عام 2024.
وسرعان ما سيجد الجميع أنفسهم يعتمدون تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر، ولا شك بأن النقاش حول مزاياها أو المخاوف المرتبطة بها سيستمر، كما هو الحال بالنسبة للأطر الأخلاقية وأطر الحوكمة اللازمة لتحديد مسارات تطويرها واستخدامها. وتثق إنتل بأن عام 2024 سيشهد ارتفاعاً ملموساً في انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، لذا ستتعاون مع الشركاء والمنظومة الأوسع لأجل استخدام هذه التكنولوجيا في توفير فرص النمو الجديدة ونشر هذه التكنولوجيا المتنامية في جميع أنحاء العالم خلال العام الجديد.